هل يبدأ الشرق الأوسط الجديد من دمشق؟ لدى ترمب الخبر اليقين

كشف الرئيس السوري أحمد الشرع في لقاء صحفي مع Jewish Journal عن رؤية جديدة لسوريا ما بعد الحرب، تتمثل وفق حديثه بخط سياسي واقعي قائم على التوازن في العلاقة مع دول الجوار، في نهج يخالف الخطاب التقليدي الصادر لعقود من دمشق، وبقدر ما بَدَا الرئيس السوري في اللقاء حذرا من تبرير الماضي يحاول أن يتجاوزه عبر بناء عقد اجتماعي جديد للبلاد.

“حكومة شاملة” وأمن متبادل: 

اللافت في حديث الشرع هو طرحه تصورا لسوريا كدولة متعددة الثقافات والأديان، حيث أكد على حق جميع السوريين في العودة بمن فيهم اليهود والدروز والمسيحيون الذين صودرت أملاكهم خلال مرحلة حكم النظام السابق، بما يحمل رمزية ورسائل للداخل والخارج: “دولة شاملة”. يقول الرئيس السوري خلال اللقاء. 

لكن الأكثر جرأة كانت مقاربته في مسألة العلاقة مع الجار الجنوبي إسرائيل، حيث تحدث عن “انفتاح مدروس” إزاء هذه المسألة، وبنفس الوقت عبر عن استعداد سوريا للعودة إلى اتفاق 1974 مشددا على حماية المدنيين، في الجنوب السوري. ضمن هذا التوجه يقلب الشرع صفحة قديمة من التهديد المتبادل لتصبح بدلا عنها الأمن المتبادل. 

“. الماضي حاضر. لكن واجبنا الآن هو عدم تكراره. ولا حتى بنسخة أخف. يجب أن نبتكر شيئًا جديدًا تمامًا.” الرئيس السوري أحمد الشرع لـ JewishJournal

يقول الشرع في المقابلة التي أجراها الصحفي جوناثان باس: “سوريا الجديدة لا تخشى اتخاذ خطوات غير تقليدية لأجل السلام. لدينا أعداء مشتركين، ويمكن أن نلعب دورا رئيسيا في الأمن الإقليمي”. يجد مراقبون في هذا التصريح تلميحا قويا لإمكانية أن تذهب العلاقة مع إسرائيل إلى ما هو أبعد من حدود المنطقة، بما يبدو متسقا مع العداء المشترك لإيران.  

فهم سوري جديد لأدوات القوة والنفوذ: 

وفي خطوة تعكس تحولا في النهج السياسي السوري، عبر الرئيس الشرع عن رغبته بلقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب واصفا إياه بـ “رجل السلام”. كما دعا الولايات المتحدة إلى تقديم المساعدة في عمليات بناء مؤسسات قائمة على النزاهة والشفافية. 

يبدو الرئيس السوري من خلال تصريحاته الأخيرة، مدركا لحجم التحديات الخارجية بتبني أدوات جديدة لمعالجتها عنوانها: الشراكة بدل العزلة. لكن تنفيذ ذلك يبقى مرهونا بالتفاعل الدولي مع مقاربات الشرع والتي يتم التفاعل معها إيجابا إلى حد اللحظة. لكن تبقى الأسئلة مفتوحة: عن حدود وآفاق هذا التفاعل؟ وما هي المصلحة الأميركية والإسرائيلية في إنجاح هذه المقاربات؟.

يقال إن الإجابة عن هذه الأسئلة مرتبط بمسار الأحداث في غزة، مع كثرة الحديث غير الرسمي بقبول الرئيس الشرع العرض المقدم من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمصر والأردن بشأن استقبال فلسطينيين من قطاع غزة، فهل تكون بذلك دمشق بوابة رسم معالم الشرق الأوسط الجديد؟