على أعتاب مرحلة جديدة: الجولان بتحسن العلاقات مع إسرائيل

في تطور لافت يحمل مؤشرات على تغيرات جذرية يبدو أن المنطقة مقبلة عليها، كشفت تسريبات لصحيفة هيوم إسرائيل عن وجود اتصالات مباشرة وغير مسبوقة مع بين الدولتين السورية والإسرائيلية، وبحسب التسريبات فإن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي يشرف شخصيا على هذه المحادثات التي وصفها باليومية مستويات مختلفة. 

ورغم الصمت السائد رسميا بين الجانبين، فإن علامات التغيير في سياسات الطرفين تجاه الآخر بدأت بالتبلور، وليست التسريبات وحدها ما يوحي بذلك، بل صورة تم تداولها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عددا من قادة الشرق الأوسط والعالم بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع تحت عنواني اتفاقات أبراهام والشرق الأوسط الجديد. الاتفاقات الإبراهيمية التي تمثل ركيزة أساسية لتحسين العلاقات والتطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية ودول المنطقة. 

بين التسريبات والحقائق:

كان لافتا أيضا أن يعقب هذا التسريب نشر الصفحة الرسمية للرئاسة السورية صورا للقاءات أجراها الشرع مع عدد من وجهاء محافظة القنيطرة ومنطقة الجولان. أقر خلال اللقاءات الرئيس السوري بوجود محادثات بإشراف وسطاء دوليين مع الجانب الإسرائيلي ضمن مساعي التهدئة في مشهد كان نادر الحدوث.  

الملموس أن ما يصدر عن كل من دمشق وتل أبيب يعزز رواية الآخر باحتمالية تحسن العلاقات إلى ما قد يصل حتى للتطبيع. 

“الحوار مع سوريا لم يعد مقتصراً على قنوات خلفية أو وسطاء، بل أصبح تواصلاً مباشراً ويومياً، يشمل مختلف المستويات الحكومية”.رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي

التطبيع مقابل الانسحاب: 

بحسب صحيفة هيوم إسرائيل، فإن هنغبي وردا على استفسار أحد النواب عن احتمالية انسحاب إسرائيل من المنطقة العازلة في الجولان، وذلك خلال جلسة مغلقة للكنيست الإسرائيلي، قال إنه “في حال تحقق مسار التطبيع، فإن هذا خيار سيكون مطروحاً على الطاولة”.

وقال هنغبي بحسب الصحيفة إن “الحوار مع سوريا لم يعد مقتصراً على قنوات خلفية أو وسطاء، بل أصبح تواصلاً مباشراً ويومياً، يشمل مختلف المستويات الحكومية”.

هذه العبارات الغير مسبوقة من الجانب الإسرائيلي وإن كانت مشروطة فهي تكشف للمرة الأولى عن استعدادات إسرائيلية لمناقشة ترتيبات أمنية جديدة في منطقة امتد عمر الصراع فيه لأكثر من خمسين سنة. 

وكانت قد نقلت وكالة رويترز عن مصادرة متعددة أن الجانبان قد أجريا لقاءات مباشرة وجها لوجه سبقت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الصعيد الأمني. 

بذلك، قد تكون سوريا تحديدا والمنطقة عموما على أعتاب إعادة تموضع استراتيجي ومعادلات سترسم ملامح جديدة لخرائط المنطقة.